محمد الجويلي: 25 جويلية هو نهاية مرحلة بن علي
وصف محمد الجويلي الباحث في علم الاجتماع في برنامج ميدي شو اليوم الاثنين 9 أوت 2021، أحداث 25 جويلية بـ''الريمونتادا السياسية والدستورية والشعبية، نتيجة عدم رضا على عشرة سنوات من الانتقال الديمقراطي ''، حسب قوله.
وقال الجويلي إنّ 25 جويلية هو نهاية مرحلة الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وفق تعبيره.
وأوضح أنّ مكامن الفشل للانتقال الديمقراطي طلية السنوات الفارطة، كانت في الانتخابات المشكوك في أمرها، وفق قوله، ثم في الاغتيالات السياسية قبل أن تبلغ المعركة السياسية حدتها وذروتها في 2019.
''دكتاتورية البرلمان''
واعتبر ضيف ميدي شو أنّ الأحزاب السياسية لم تقرأ نتائج الانتخابات وخطاب رئيس الجمهورية خلال الانتخابات وبعدها، مبيّنا أنّ الانتقال من وضع متردي إلى ثورة أمر مفهوم وبالإمكان التأقلم معه لكنّ الانتقال من ذهنية سياسية إلى أخرى هو الأصعب، وفق تقديره.
وأوضح في هذا السياق، أنّ البرلمان في تونس ''يحكم لوحده ''وتحت قبته تتم كل القرارات السياسية، معتبرا أنّ ديكتاتورية جديدة ظهرت وهي ''دكتاتورية البرلمان'' وبطريقة متعفّنة .
واعتبر الجويلي أنّ خروج التونسيين الى الشوارع ليلة 25 جويلية، كان بمثابة هبّة شعبية للمطالبة بهدم بناء ووقع هدمه، قائلا: ''المطلوب من السياسيين أن يفهموا تلك اللحظة ويحاولوا التأقلم مع هذا الوضع الجديد وإعادة التفكير في اختباراتهم".
نجاح حملة التلقيح ردّ جميل من الشعب إلى سعيّد
أما بخصوص اليوم الوطني للتلقيح أمس الأحد، فسّر ضيف ميدي شو أنّ الاقبال المكثّف على مراكز التلقيح أمس ونجاح الحملة هو ''ردّ جميل لقيس سعيّد على القرارات التي اتخذها يوم 25 جويلية، ضدّ منظومة لا تحظى بثقة الشعب.
وبيّن أنّ عزوف التونسيين عن التلقيح في السابق كان بسبب عدم ثقتهم في الدولة، قائلا: ''كان هناك أزمة بين الطرفين وأي قرار كانت تتخذه الدولة تجد في المقابل تلكؤ من طرف الشعب لانعدام الثقة في مسؤوليها.''
تابع: ''التونسيون وجهوا رسالة إلى قيس سعيّد أمس مفادها نحن ننخرط معك في مشروعك ونحن نساندك في قراراتك ''.
واعتبر أنّ الشعب التونسي أهين من الطبقة السياسية، الذين تنكروا لوعودهم الانتخابية وتورّطوا في الفساد بطريقة مفضوحة وأفلتوا من العقاب، ما ولّد لديه شعور بالنقمة والإحباط وأصبح يبحث عن المخلص.
مخاطر الفترة القادمة
أما عن انتظارات الشعب في الفترة القادمة، فقد شدّد الجويلي أنّ أولى المخاطر هي ''خيبة الأمل''، لافتا إلى أنّ خيبة الأمل الأولى بالنسبة للشعب وستكون في علاقة بحل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والثانية تهم النخب السياسية في مدى الالتزام بالانتقال الديمقراطي، أمّا الخطر الثاني فهو في ''التدخّل الأجنبي''، حسب تقديره، وكل ذلك سيكون مسؤولية رئيس الجمهورية.
رئيس الجمهورية يتحرّك اليوم بصكّ على بياض ولكن …
وأضاف أنّ رئيس الجمهورية يتحرّك اليوم بصكّ على بياض من عموم الناس لكنّ هذا الأمر مرهون بالتغييرات في الفترة القادمة على مستوى التنمية وعودة ''الماكينة الاقتصادية''، معتبرا أنّ عودة نشاط الفسفاط رسالة طمأنة مهمةّ جدا، حسب تعبيره.